لا يخفى على أحد أن أمريكا وبريطانيا يشتركان في كونهما من الدول الرائدة في المجال الأكاديمي، وذلك لاحتوائهما على أفضل الجامعات المشهود بها في العالم. إلى جانب اشتراكهما في المرافق البحثية الممتازة التي يحج إلها الباحثين و العلماء من كل أطراف العالم.
ومع ذلك، فبينما توفر كلاهما بيئة ممتازة للتعلم، يبقى الفرق بين الدراسة في أمريكا و الدراسة في بريطانيا حاضرا بين البلدين فيما يتعلق بكلفة تلك الدراسة وهيكلة الجامعة إلى جانب العديد من الاختلافات الأخرى.
في هذه المقالة، سوف نستكشف الفرق بين الدراسة في أمريكا وبريطانيا ومميزات كل واحدة منها.
عملية التسجيل:
التسجيل في الجامعات البريطانية:
تختلف عملية التسجيل في الجامعات البريطانية مقارنة مع الجامعات الأمريكية. فبريطانيا تتيح للطالب البريطاني أو الدولي أن يتقدم إلى عدة جامعات دفعة واحدة. سواء عبر خدمة التسجيل القبلي، أو عن طريق موقع UCAS، على أن تتم عملية التقديم خلال فترة الخريف من كل سنة.
التسجيل في الجامعات الأمريكية:
في المقابل، فإن التسجيل في جامعة أمريكية يستلزم من الطالب أن يقوم بتقديم طلب الالتحاق بالجامعة أو الكلية في وقت أبكر بكثير. لكن قد تكون هذه العملية أطول، لأن على الطالب الذي يريد استكمال دراسته في أمريكا التقدم مباشرة لكل مؤسسة على حدة، من خلال إدارة القبول المركزية أو عن طريق البريد. وذلك بالإضافة إلى وجوب إعداد رسائل تحفيزية وتحميلها لكل جامعة على حدة (حوالي 200 – 300 كلمة لكل منها).
عند التقديم إلى الكليات الأمريكية، من المهم أيضا للطالب الدولي اجتياز اختبارات كتابية تسمى SAT، وتسعى إلى اختبار قدرة الطالب في القراءة، اللغة، الرياضيات و التحرير باللغة الإنجليزية.
مدة الدراسة:
ربما يكون الفرق بين الدراسة في أمريكا وبريطانيا الأكثر أهمية، هو مقدار الوقت الذي يستغرقه الطالب للحصول على شهادته الأكاديمية.
مدة الدراسة في بريطانيا:
- مدة الحصول على درجة البكالوريوس في بريطانيا 3 سنوات
- والماستر سنة واحدة
- ودرجة الدكتوراه 3 سنوات
مدة الدراسة في أمريكا:
عموما، تستغرق برامج الدرجات الجامعية في أمريكا حوالي عام واحد أطول من البرامج في بريطانيا:
- 4 سنوات للحصول على البكالوريوس في أمريكا
- سنتين للماستر
- ومن 5 إلى 7 سنوات للحصول على الدكتوراه.
هيكلة الجامعة:
التخصصات في الجامعات البريطانية:
تتكون العديد من الجامعات في بريطانيا من “كليات” مخصصة لمجال محدد، فعلى سبيل المثال قد توجد في إحدى الجامعات كلية للفنون أو الهندسة أو حتى كلية للدراما، بينما لا تزال الكلية تحكمها الجامعة و تخضع لتسييرها.
مايميز التخصصات المتاحة بالكليات البريطانية هو أنك تبقى مقيدا بها إلى غاية التخرج و الحصول على شهادتك الجامعية، حيث لا يحق لك التقدم بعد ذلك للتسجيل في قسم القبول بالجامعة المركزية.
التخصصات في الجامعات الأمريكية:
على النقيض من ذلك، في أمريكا، تتقدم بطلب إلى الجامعة الكبرى بغرض دراسة سنة واحدة أو أكثر، ثم تشرع في أخذ دورات في تخصصات مختلفة لتختار من بينها التخصص الذي ترمي استكمال دراستك فيه في نهاية السنة الأولى أو الثانية.
ومع ذلك، حتى بعد الإعلان عن التخصص في إحدى الجامعات الأمريكية، لا يزال من المتوقع أن تأخذ دروسا خارج هذا المجال، وذلك يبقى اختياريا للطالب الذي يريد توسيع ثقافته بشأن موضوع معين.
نظام تقسيم الفصول:
الفصول الدراسية في أمريكا:
الفرق بين الدراسة في أمريكا و بريطانيا في مايتعلق بنظام الفصول، يتميز في كون معظم الجامعات الأمريكية تعمل بنظام الفصلين، بحيث تبدأ فصولها في منتصف إلى أواخر أغسطس. ليأخذ بعدها معظم الطلاب استراحة مطولة إلى حد ما تبتدء من منتصف ديسمبر إلى بداية الفصل الدراسي الثاني في شهر يناير. ومع ذلك، قد تبدأ الجامعات التي لها تقويمات مختلفة، كنظام الفصول الاربعة أو الفصول التلاثة، إجازتها الشتوية في عطلة عيد الشكر الذي يصادف نهاية شهر نوفمبر.
الفصول الدراسية في بريطانيا:
في حين أن الفصل الدراسي في الجامعات البريطانية يتميز بكونه أكثر تنوعا من نظيره الأمريكي، بحيث تبدأ العديد من المدارس في سبتمبر أو أكتوبر وتنتهي في مايو أو يونيو، مما يجعل السنة الأكاديمية أطول قليلاً. إلا أن نظام تقسيم الفصول الأكاديمي يكون أقل توحيدا في جميع أنحاء بريطانيا، لذا إذا قررت إتمام الدراسة هناك، فقد تكون بجامعة تستعمل نظام تقويم مختلف كثيرا عن الأنظمة التي أشرنا إليها.
كلفة الدراسة في بريطانيا وأمريكا:
من المعروف أن كلفة التعليم في كلا البلدين ليست بالرخيصة، إلا أن رسوم وتكاليف الدراسة في بريطانيا تبقى أعلى بشكل عام. بحيث تتقاضى الجامعات في إنجلترا رسومًا تصل إلى 14300 دولار سنويًا، هذا ينطبق على مواطني بريطانيا والاتحاد الأوروبي، أما كلفة دراسة الطلاب الدوليين فيمكن أن تكون أعلى بكثير.
في المقابل، يبلغ متوسط الرسوم الدراسية للمؤسسات الحكومية حوالي 3000 دولار في السنة لمدة عامين، في حين يصل متوسط الرسوم للمؤسسات الخاصة التي تبلغ مدتها أربع سنوات حوالي 29000 دولار في السنة، كما قد تصل بعض المؤسسات الخاصة المرموقة التي تبلغ مدتها أربع سنوات ما يصل إلى 50000 دولار سنويًا.
من أجل مساعدة الطلاب على تغطية تكاليف دراستهم هناك العديد من المنح الدراسية الأمريكية و كذا المنح الدراسية في بريطانيا التي تضعها العديد من الجهات، الحكومية والغير حكومية، تحت تصرف الطالب الدولي الذي ينوي استكمال دراسته بإحدى هذه البلدان.
قد يكون الفرق بين الدراسة في أمريكا وبريطانيا كبيرا، إلا أنه يبقى لكل دولة مزاياها الخاصة. لذا إذا كان الطالب يرغب في متابعة دورة جامعية أوسع، مما يسمح له بالتأني في اختيار الاتجاهات التي يجب اتخاذها مستقبلا، فإن الجامعة الأمريكية هي الأنسب. أما إذا كان الطالب مستعدًا للدراسة الأكثر تركيزا خلال فترة زمنية أقصر، فإن الجامعات البريطانية تبقى هي الخيار الأنسب له.