تقع حديقة هيروشيما للسلام في قلب هيروشيما، اليابان، وهي مكرسة لذكرى أول مدينة في العالم تعاني من الهجوم النووي، وذكرى ضحايا القنبلة الذين عانوا من أضرارها بشكلٍ مباشر وغير مباشر، والذين يصل عددهم لأكثر من 140,000 ألف ضحية، وتم تصميمها والتخطيط لها من قِبل المهندس المعماري الياباني كينزو تانغه.
وقد كان موقع حديقة هيروشيما في أكثر المناطق السكنية والتجارية ازدحامًا في المدينة، وبنيت الحديقة فوق ميدانٍ مفتوحٍ تسبب به الانفجار، ويوجد فيها حاليًا عددًا من النصب التذكارية والآثار والمتاحف وقاعات المحاضرات التي تستقطب أكثر من مليون زائر سنويًا، كما ويقام فيها الاحتفال التذكاري السنوي للسلام في السادس من أغسطس، والذي ترعاه مدينة هيروشيما، وفي مساء اليوم نفسه، تقام احتفالية الفوانيس على أرواح الضحايا وتتضمن رسائل للسلام التي تُطلق لتعوم في مياه نهر موتوياسو، والغرض من حديقة هيروشيما للسلام التذكارية ليس مجرد تذكير بالضحايا، بل وأيضًا التذكير بأهوال القنابل النووية والدعوة للسلام العالمي.
معالم الحديقة السياحية
- قبة جينباكو
قبة جينباكو، أو قبة القنبلة، هي أطلال هيكل مبنى قاعة التطوير الصناعي لمدينة هيروشيما السابق، وقد كان الأقرب إلى مركز هبوط القنبلة النووية، والذي تبقى بعض من أجزائه صامدة حتى يومنا هذا، وتم الحفاظ عليه وتخصيص موقعه رسميًا للتذكير بالضحايا، وكنقطة ذاكرة تراثية للكارثة المشتركة بين المجتمع الياباني والمجتمع الإنساني ككل.
وقد أضيف مبنى قبة القنبلة إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1996م، حيث قام العديد من الناجين من القنبلة ومواطني مدينة هيروشيما بالمطالبة بتسجيل المبنى ضمن القائمة، وبعد أن تمت الموافقة، قامت المدينة بوضع لافتة على المبنى كتب فيها:
“بوصفها شاهدًا تاريخيًا ينقل مأساة المعاناة من القنبلة النووية الأولى في تاريخ البشرية، ورمز يلتزم بالسعي بإخلاص إلى إلغاء الأسلحة النووية والسلام العالمي الأبدي، أضيفت قبة جينباكو إلى قائمة التراث العالمي وفقا للاتفاقية المتعلقة بحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي.
- نصب السلام للأطفال
نصب السلام للأطفال هو تمثال مخصص لذكرى الأطفال الذين لقوا حتفهم نتيجة القصف، والتمثال عبارة عن مجسم لفتاة تمد ذراعيها نحو السماء، يقف خلفها قطعة تمثل طائر الكركي المصنوع من الورق، وخلفها تمثالين لشاب وفتاة يبدوان كما لو أنهما على وشك الطيران.
ويستند التمثال على قصة حقيقية لفتاة تُدعى ساداكو ساساكي، وهي فتاة صغيرة وُصفت بأنها الأكثر تأثرًا بالقنبلة، وتوفيت متأثرةً من الإشعاع النووي، حيث كانت لديها قناعة بأنها ستشفى إذا طوت 1000 ورقة على شكل طائر الكركي.
- متحف هيروشيما التذكاري للسلام
متحف هيروشيما التذكاري للسلام، والذي كنا قد تحدثنا عنه في مقالنا “متاحف اليابان, حقائق مذهلة”، هو المتحف الرئيس في الحديقة، مخصص لتثقيف الزوار حول القنبلة النووية، وكما يوجد فيه عدة معارض، إلى جانب معلومات واسعة عن القصف وآثاره، جنبًا إلى جنب مع تذكارات كبيرة وصور من التفجير، ويضم المبنى إطلالات على النصب التذكارية، وعلى القبر الأجوف، وشعلة السلام، ومبنى القبة.
- استراحة حديقة هيروشيما للسلام
مجمع استراحة حديقة هيروشيما للسلام هو مبنى آخر نحى من القنبلة، تم بناؤه في عام 1929م كمتجر للكيمونو، وكان يُستخدم كمحطة لتوزيع الوقود عندما بدأ نقص الوقود في عام 1944م، وعند التفجير، سُحق السقف، وتدمر داخل المبنى واحترق ما فيه باستثناء الطابق السفلي، وتوفي 36 شخصًا في المبنى بسبب التفجير، إلا رجلًا واحدًا يُدعى إيزو نومورا وكان يبلغ من العمر 47 عامًا، والذي نجى ليعيش حتى ثمانينياته، حيث كان في الطابق السفلي الذي كان سقفه من الخرسانة، والذي لم يتمكن الإشعاع من اختراقه.
ويُستخدم حاليًا الطابق الأول من المبنى كمكتب للمعلومات السياحية ومتجر للهدايا التذكارية، والطوابق الأخرى للمكاتب، أما الطابق السفلي، فقد تم الحفاظ عليه تقريبًا على حاله بعد التفجير.
- النصب التذكارية في الحديقة
تتضمن الحديقة العديد من النصب التذكارية، والتي تشمل القبر الأجوف، وشعلة السلام، وأجراس السلام، وتلة القنبلة النووية، والقبر الأجوف للضحايا الكوريين، وبوابات السلام، والبرج التذكاري للطلاب المقعدين، وبركة السلام، وبرج ساعة السلام، وضريح معبد جيسنجي، ونافورة السلام، ونصب جسر إيوي، ونصب أشجار العنقاء، ونصب شجرة الزيزفون، ونصب الشعر، ومعلم نقطة الصفر، ونصب الركام، وحجر الفانوس، ونصب الصداقة، ورمز السلام التذكاري، وبرج السلام، ونافورة وعدة نُصب للصلاة، ونصب هيروشيما لضحايا القنبلة، وتمثال الأم والطفل، وبرج مراقبة السلام، وتمثال السلام، وتمثال الأم الرحيمة، والنصب التذكارية للمدارس والطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات من كافة المراحل، وعدة نصب تذكارية أخرى لأعلام المدينة قبل التفجير.