بعد أن قمنا بتوضيح “تكاليف الدراسة والمعيشة في فرنسا”، واستكمالاً للملف الفرنسي من قائمة مقالات موقعنا المختص في الدراسة في الخارج، نضع بين أيديكم عادات المجتمع الفرنسي وتقاليده.
بدايةً، فإن أوقات العمل الرسمية في المؤسسات الفرنسية الحكومية والأهلية هي بوجه عام من يوم الإثنين صباحاً حتى مساء الجمعة من أيام الأسبوع، وتكون عطلة نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد، ويستأنف العمل الإثنين وهكذا دواليك.
تبدأ أوقات العمل من الساعة الثامنة والنصف صباحاً حتى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، ثم استراحة غداء لمدة ساعة ونصف، واستئناف العمل من الساعة الثانية عصراً حتى الساعة الخامسة والنصف مساءً.
بعض المؤسسات تبدأ متأخرة بنصف ساعة أو ساعة على الأكثر، ومنها من تمتد أوقات أعمالها لساعة أو نصف الساعة لما بعد الخامسة، وأخرى تنتهي ساعات العمل فيها في تمام الرابعة وذلك بحسب قوانين العمل لدى المؤسسات المختلفة.
تبدأ البنوك أعمالها الرسمية باستقبال المواطنين في تمام التاسعة صباحاً، وتنتهي في تمام الساعة الخامسة، من يوم الإثنين وحتى يوم الجمعة، وغالبية البنوك تفتح أبوابها يوم السبت من التاسعة صباحاً حتى الساعة الواحدة ظهراً، ويكون يوم الأحد هو عطلة نهاية الأسبوع في كل البنوك.
مكاتب البريد تعمل بنفس نظام البنوك باختلاف ساعات العمل الرسمية ليوم السبت والتي تكون من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً، وفي أغلب المدن الفرنسية الكبرى هناك مكتب بريد يعمل على مدار الساعة.
العطل الرسمية هي بداية السنة الميلادية، يوم عيد الفصح، يوم العمال، يوم فيكتوريا، يوم التتويج، عيد العنصرة، الإثنين الأبيض، عيد الباستيل، عيد رفع العذراء، يوم القدّيسين، يوم المحاربين، وعيد الميلاد.
لكل مجتمع عادات وتقاليد خاصة به، ومنها ما هو سلبي وما هو إيجابي. والمجتمع الفرنسي كغيره من المجتمعات له سلبياته وإيجابيته، ويمكن تلخيص هذه العادات في النقاط التالية:
- للمجتمع الفرنسي الكثير من العادات المرتبطة باللباقة، كطريقة الجلوس والتحية والتحدث للإناث والأكل، ويعتمد أسلوب حياتهم عليها بشكلٍ كبير، ويهتمون بالرسميات في الحديث مع الأغراب، ويفضلون الصوت المنخفض في الحديث وخصوصاً عند تناول الطعام.
- المجتمع الفرنسي معتز جداً بلغته، فمن الأفضل تعلم اللغة. كما يعتز المجتمع الفرنسي ببلاغته في الحوار والنقاش، ولا يهتم بمحور النقاش بقدر ما يهمه منطقه فيه.
- لا يُفضلون تبادل النظرات مع الأغراب أو تبادل الابتسام مع من ليس لديهم سابق معرفة بهم، ويعتبرون التحديق بهم وقاحة، قد لا يُحمد عقباها إن لم يُعرف الذي أمامهم عن نفسه وسبب نظره إليهم.
- ورغم حفاوة المجتمع الفرنسي وحميميته مع الأصدقاء والمقربين، ويحرصون على استمرارية العلاقات الودية فيما بينهم أو مع جيرانهم في الحي الذي يُقيمون فيه، إلا أنهم يمتازون بالجدية والرسمية مع الأغراب، ويستخدمون كلمة سيدي وسيدتي في الحديث معهم ويتوقعون المثل في التعامل.
- يحترم المجتمع الفرنسي المرأة بشكل كبير، فلا يجوز بأي حال التحدث مع إمرأة أو فتاة أمام الآخرين دون استخدام كلمة سيدتي أو آنستي، ويجب اتباع قواعد اللباقة في التعامل مع الإناث أمام الآخرين في كل الأحوال.
- المجتمع الفرنسي عقلاني في العمل ولا يعتمد على العواطف مطلقاً، ويحترم جداً من يتعامل معه بالمثل، ويهتم أيضاً وبشكل كبير بدقة المواعيد وأي تأخير مهما كان قليل المدة هو تقليل من احترامهم وإهانة لهم.
- لا يُفضل الفرنسيون إنهاء الأعمال على وجبة طعام، خصوصاً وجبة الغداء التي يعتبرونها الأهم من بين الوجبات، ويتلذذون بها كثيراً.
- يفضل الفرنسيون المصافحة السريعة حين مقابلتهم، أما الترحيب الحار فهو مقتصر على المقربين والأصدقاء لا غير، وهم عمليين جداً ويحبون الدخول في صلب الموضوع.
- يهتم المجتمع الفرنسي بمطبخه جداً، وهو من المطابخ التي حازت على تقدير من منظمة اليونيسكو، وأضافت اليونيسكو الوجبة الفرنسية وطقوس تقديمها إلى قائمة التراث الإنساني الثقافي الغير مادي. ويتميز المطبخ الفرنسي بمذاقه الرائع الذي كان له تأثير على غالبية المطابخ في أوروبا.