إستكمالاً لموضوع الدراسة في إسبانيا والذي تطرقنا له سابقاً ضمن مقالين أحدها عن طرق التقديم للجامعات الإسبانية والثاني عن أفضل 10 جامعات في دولة إسبانيا، كان لا بد من تخصيص هذا المقال للحديث عن نظام التعليم ولغة التدريس في إسبانيا.
نظام التعليم الإسباني يسري بحسب معايير النظام الأوروبي للتعليم والذي تم إعتماده في اتفاقية بولونيا التي وحدت مدة الدراسة وأسس التقييم للطلبة، باستثناء المرحلة الجامعية أو التعليم العالي والتي تبلغ 4 سنوات، أي أكثر بسنة عن باقي الدول. وتتضمن الدراسة الجامعية ثلاثة درجات، درجة البكالوريوس، درجة الماجستير، ثم وصولاً إلى درجة الدكتوراه.
وينقسم التعليم العالي في إسبانيا إلى:
– تعليم قصير مدته 3 سنوات يتم في معاهد جامعية تقنية, وفي مجالات متعددة كالصحة والزراعة والصناعة والخدمات, ويمكن للطالب بعد التخرج استكمال دراسته للحصول على درجة البكالوريوس.
– تعليم طويل في الجامعات والذي يحصل الطالب من خلاله على شهادة بدرجة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه.
- درجة البكالوريوس :
مدتها أربع سنوات ويتباين فيها التعليم ما بين النظري (المحاضرات) والعملي (المختبرات والتدريب الميداني) وذلك بحسب التخصص، وتنتهي بإعداد رسالة بحثية يقدمها الطالب للحصول على الشهادة التي تساعده في البدء بحياته العملية أو تأهيله لمتابعة الدراسة والتقدم لشهادة الماجستير. التخصصات التي يمكن للطالب الاختيار من بينها لهذه المرحلة متعددة المجالات كالعلوم، والعلوم الاجتماعية، والعلوم الإنسانية، والأدب، والسياحة، والعلوم الطبية، والهندسة بأنواعها. - درجة الماجستير :
مدتها سنتين وتنقسم إلى ثلاثة أقسام أيضاً، التعليم النظري، والعملي بحسب التخصص، وتنتهي برسالة بحثية أو دراسة ولكن بشكل معمق أكثر في موضوع ما من التخصص الذي يدرسه الطالب، والتي يتم مناقشته بها من قبل فريق من أساتذة الجامعة. - درجة الدكتوراه :
مدتها ثلاث سنوات وتعتمد بمجملها على البحث العلمي، مع فترة معينة خاصة بالمحاضرات التي تتعلق بموضوع الرسالة التي سيقدمها الطالب في نهاية الدراسة والتي يتم مناقشته بها من قبل فريق من الأساتذة أيضاً.
تتنوع المؤسسات التعليمية في اسبانيا ما بين الحكومية والخاصة والدينية، وتنقسم إلى جامعات مكونة من كليات ومعاهد تغطي جميع أنواع التخصصات الأدبية والعلمية، وجامعات متعددة التقنيات والتي تغطي فقط التخصصات العلمية وتتضمن معاهد مختصة في البحث العلمي. ويحصل الطلاب على شهادات رسمية وطنية إلى جانب شهادات أخرى خاصة بالجامعة والتي من شأنها مساعدة الخريجين في الحصول على الوظائف.
تعتمد الدراسة في جامعات اسبانيا على أسلوبين النظري والعملي وذلك بحسب التخصص، كما تعتمد على دورات تدريبية تخصصية ينهيها الطلاب بتقديم التقارير. هناك أيضاً الرسالات البحثية والدراسات، بالإضافة إلى المؤتمرات والندوات العلمية الخاصة بمرحلتي الماجستير والدكتوراه.
يبدأ التسجيل لدرجة البكالوريوس في الفترة الواقعة بين شهري مايو ويونيو فيما تكون بداية التسجيل لدرجتي الماجستير والدكتوراه في بداية السنة الدراسية، وينقسم العام الجامعي في أغلب جامعات اسبانيا إلى فصلين، أولها يبدأ وينتهي في الربع الأخير من السنة، أي ما بين شهر أكتوبر وديسمبر، ثم يقوم الطلاب بتقديم امتحان نهائي في شهر يناير، بعدها استراحة مدة أسبوعين. والفصل الثاني يبدأ أواسط فبراير وينتهي في شهر مايو، ثم يقوم الطلاب بتقديم امتحان نهائي أيضاً، ثم تكون العطلة الانتصافية .
أما الشق الثاني في موضوع نظام التعليم ولغة التدريس في إسبانيا، والذي هو اللغة المعتمدة في التدريس، فمن الجدير بالذكر أن إسبانيا لديها عدد من اللغات بحسب الأقاليم, ولكن لغتها الرسمية هي الكاستيلانو المعتمدة في التدريس. أما لغاتها الثانوية كالكاتالونية والجليقية واللغة الباسكية، فهي لغات تستخدم في الحياة العامة لبعض أقاليم البلد. واسبانيا كغيرها من دول الإتحاد الأوروبي، تشترط حصول الطالب على مستوى بي 2 (B2) ليتمكن من الحصول على قبول للدراسة في مؤسساتها الخاصة بالتعليم الجامعي.
هذا المستوى يعني أن الحاصل عليه لديه القدرة على المناقشة التقنية في مجال تخصصه، وباستطاعته التفاعل مع الناطقين باللغة الإسبانية دون جهد، وكتابة نصوص واضحة لمجموعة كبيرة من المواضيع مع القدرة على شرح وجهة نظره فيها. لذلك فإن الملحقية الثقافية الإسبانية تحرص دوماً على إعلام الراغبين بالالتحاق بالجامعات الاسبانية بضرورة تعلم لغة الكاستيلانو الإسبانية قبل بداية الدراسة، لأنها من أهم شروط النجاح والقبول في معظم الجامعات الإسبانية.
رغم ذلك فإن بعض الجامعات توفر برامج تدريس باللغة الإنجليزية ككلية إدارة الأعمال العالمية الواقعة في برشلونة، وهي من الجامعات الخاصة التي تمنح للطلاب شهادات لدرجتي البكالوريوس والماجستير في عدد من المجالات كالتسويق، والتمويل، وإدارة الأعمال وغيرها. هناك أيضاً جامعة ماربيلا الواقعة في مالقة، جنوب أسبانيا، والتي تقوم بتدريس بعض المناهج باللغة الإنجليزية كالصحافة، والصحة، والسياحة، وإدارة الأعمال، وغيرها.
نرجو أن نكون قد وفقنا في هذه السطور بإعطائكم فكرة جيدة عن نظام التعليم ولغة التدريس في إسبانيا, وفي المقالة القادمة بإذن الله سنتحدث عن طريقة الحصول على تأشيرة الدراسة لدولة إسبانيا.
وبالنسبة للطالب الذي لا يتقن اللغة الإسبانية هل هناك سنة تحضيرية للغة الإسبانية وشكرا
ذ
مرحبا كريم
ان امكانية تعلم اللغة الاسبانية قبل الشروع في الدراسة متاحة باسبانيا.
موفق أخي